بيان حول ما يجري في سوريا.
نتابع بقلق و اهتمام بالغ ، كغيرنا من أبناء أمتنا المخلصين، الأحداث المتلاحقة للزلزال السياسي في سوريا العروبة و الإسلام و التاريخ و الحضارة. و إذا كانت التداعيات المتسارعة للانهيار السريع لنظام بشار أسد و عائلته و أركان النظام المجرم لم تتح لحد الآن فرصة لاستجلاء ما يجري في سوريا بصورة كافية لاتخاذ موقف واضح وصارم من قوى التغيير ، فإننا في حزب البعث العربي الاشتراكي، بالقطر الموريتاني، نسجل:
- مشاركة حزبنا للشعب السوري العظيم في أفراحه و ابتهاجه بإسقاط نظام عائلة أسد و شركائه في الإجرام بحق الشعب السوري على مدى (58) سنة مشؤومة، تعذيبا، و تقتيلا، و سجنا و تشريدا ؛
- أن رفاقنا البعثيون السوريون قد تعرضوا لأكثر أساليب و أقصى درجات التنكيل على أيدي جلاوزة هذا النظام المشؤوم، الذي اختطف اسم حزبنا وشعاراته ، و كان يعمل بالضد من مبادئه و أهدافه، قطريا و قوميا؛
- أن الإشادة الانفعالية المتعجلة بقوى التغيير و كيل المدائح لها قبل النتائج المطمئنة في سلوكها و وطنيتها يعتبر سابق لأوانه، كما أن التشكيك فيها أو تخوين مراميها دون معطيات موضوعية بناء على تجارب سابقة مؤلمة ، ليس أفضل أسلوب لمساعدة الشعب السوري في محنته التي يمر بها و التحديات الرهيبة التي تواجهه و طلائعه الوطنية المخلصة؛
- أن إيقاف المد الفارسي الصفوي، خلال العقود الأربعة الماضية، في سوريا، بأبدي قوى التغيير، يعتبر مكسبا بالغ الأهمية و الحيوية لاستعادة سوريا لدورها القومي و الإسلامي و الإنساني؛
- أنه يجب على قوى التغيير أن ترتقي إلى أعلى مستويات المسؤولية الوطنية و القومية لتجاوز العناوين الإديولوجية و التفاصيل الشعاراتية و التنافسات الثانوية لصالح القضايا الجوهرية للشعب السوري العظيم؛
- أن التمثيل الإعلامي و التظاهر بالمسؤولية المزيفة- لرشوة الشعب و استغلال نقمته على النظام البائد مع الارتباط بالغرف المظلمة للقوى المعادية للمشروع القومي العربي و التطلعات المشروعة للمسلمين- لن يطول حبله و سيعود بكارثة، لا مخرج منها، على سوريا ، كيانا و شعبا، و كذلك على المتوهمين بجدوائية الاستقواء بالمخابرات الدولية ضد الشعوب و الأنظمة؛
- أن فشل هذا التغيير، لا سمح الله، لا تقتصر المسؤولية فيه على قوى التغيير في سوريا؛ بل تطال المسؤولية جميع العرب و المسلمين الذين يتوجب عليهم الانخراط الفعلي، جماهير و نخبا ورسميين، للدفاع عن سوريا بكل ما يستطيعون حشده من طاقات و ما يقدرون عليه من إمكانيات للتمكين لفترة انتقالية سلمية ناجحة ، سبيلا لإرساء نظام وطني ديموقراطي ينسي السوريين ويلات نظام عائلة أسد و زبانيته من الإيرانيين و المليشيات المرتبطة بمشروعهم الصفوي الشعوبي في لبنان و العراق ؛
- 8- نهيب بالقوى الوطنية و القومية و الإسلامية المناضلة ضد تفريس العراق والأحواز وسوريا و لبنان إلى التكاتف و التعاضد لإنقاذ هذه الأقطار من خطر تذويب الهوية القومية العربية؛
- أن الأعداء كافة خاصة الكيان الصهيوني، المتداعي منذ طوفان الأقصى و المرعوب من استعادة سوريا لدورها القومي و وضعيتها السليمة، بعد النظام الطائفي المنحرف، مدركون لخطر سوريا العربية في ظل نظام وطني عزيز محبوب، و لن يدخروا جهدا للإجهاز، في هذه الظروف العصيبة، على مقدرات الجيش العربي السوري و الهروب إلى الأمام لانتزاع مكاسب عسكرية و إقليمية و أمنية في سوريا تطمئن شذاذ شعبهم المرعوب. لكن كفاءة الشعب السوري و روافدها المتنوعة كفيلة ليس باستعادة سوريا لحقوقها فقط ؛ بل و استرجاع حقوق أمتها في فلسطين، من النهر إلى إلى البحر ؛
- 10- أن قادة الكيان الصهيوني المرعوبون يعملون على تشويش الصورة لدى الشعب السوري و لدى جماهير أمتنا من خلال أفعالهم الإجرامية ضد معدات و مقدرات الجيش السوري، مستغلين ظرفية التغيير، بهدف دفع بعض من العرب عامة و السوريين خاصة إلى الندم على إسقاط نظام عائلة أسد الذي لم يحرك ساكنا ضد الجيش الصهيوني المحتل لمرتفعات الجولان طيلة خمسة قرون من الاحتلال، و كان شريكا للأمريكيين و الإيرانيين ضد المقاومة الوطنية العراقية ضد الاحتلال و سلطته الخائنة العميلة؛
● عاشت سوريا العربية الموحدة.
● عاشت أمتنا.
قيادة قطر موريتانيا دجمبر ، 2024.
رابط البيان على فيس بوك