بيـــــــان
حزب البعث العربي الاشتراكي
وحدة، حرية، اشتراكية أمة عربية واحدة
ذات رسالة خالدة
مكتب المغرب العربي للتنسيق القومي
بيـــــــان
جماهير امتنا العربية.. يا أحرار العالم.
يلقي، هذه الأيام، ساسة الغرب و إعلامه المسموم فكرة ما يسميه ” “حل الدولتين” على نحو متكرر، مشفوعا بموجة ” اعتراف” منسق من دول أوروبية ب ” الدولة الفلسطينية”. إن مكتب المغرب العربي للتنسيق القومي ، بصرف النظر عن موقفه الثابت من استعادة فلسطين من البحر إلى النهر، يرى من واجبه-، وعيا بأهمية نصاعة الوعي القومي و الإنساني، و إدراكا لخطورة الألغام السياسية المغموسة في ” حلوى” أساليب الدهاء الغربي و مكر مخططيه، خاصة في هذه الحقبة القاسية جدا على أمتنا و على خلفية صور المعاناة و التدمير في فلسطين عموما و غزة خصوصا، التي لا يحتملها صاحب فطرة إنسانية سليمة- أن يوقظ الوعي القومي للجماهير العربية أولا و المسلمين و أحرار العالم ، تاليا، بأن طرح فكرة” حل الدولتين في فلسطين” ، في هذه الظروف، على خلفية ” الاعتراف ” الأوروبي بدولة فلسطين- فيما تتواصل إبادة الكيان الصهيوني لأهل غزة و تدمير مدن الضفة و القطاع معا على مرآى و مسمع من الحكومات الأوروبية دون اتخاذ أي تدابير عملية أو دباوماسية، لإيقاف وحشية النتن ياهو و حكومته الشوفينية بحق الشعب الفلسطيني المخذول من الحكومات العربية و الإسلامية التي وقفت في وجه التطوع الشعبي لفك حصار التجويع عن أهلنا في عزة- إن فكرة ” حل الدولتين” المقرونة بهذا ” الاعتراف ” الملتبس و المغشوش ليس أكثر من مكيدة و تضليل إعلامي و تخدير نفسي لذر الرماد في عيون الشعوب الغربية- التي صحا ضميرها الإنساني، مشكورة ، ضد وحشية الصهاينة في قطاع غزة، بعد نوم عميق و تغييب طويل لوعيها الإنساني. إنه “اعتراف” كيدي بهدف امتصاص غضب تلك الشعوب المتصاعد ضد الكيان و النخب البروتستانتية المتصهينة المتحالفة معه في الغرب ، من جهة، و من جهة ثانية لتخدير و تلويث وعي الشعب العربي بأوهام ” الاعتراف بدولة فلسطينية” في غياب جميع أسس وجود الدولة و مقومات حياتها ، مثل الإقليم الجغرافي المتصل في حدوده و الشعب الموحد و سيادته على أرضه و جوه و بحره و قراره. فأي ” اعتراف” بدولة فلسطينية ؛ هذه التي ستقوم تحت الاحتلال المباشر للكيان الصهيوني، منزوعة السلاح و مسلوبة الهوية القومية؛ أو تحت وصاية حكام غربيين معينين من الإدارات الأمريكية و البريطانية ، كالمجرم طوني إبلير و أضرابه!
فعن أي دولة فلسطينية يتحدث قادة أوروبا،فيما الحكومات الأوروبية، باستثناء حكومة بيدرو سانشيز في الدولة الاسبانية، مستمرة في دعم الكيان الصهيوني ، عسكريا و اقتصاديا و دبلوماسيا و إعلاميا؛ فضلا عن التغطية و التبرير الجاريان على وحشيته…، بهدف تمكينه من إبادة الشعب الفلسطيني و تشريده و تدمير البنية التحتية لوطنه، لفرض واقع تقطيع أوصال جغرافيا فلسطين كلها و شرذمة شعبها، بما فيها الضفة الغربية ، و تحويلها “جزرا” متناثرة بين مستعمرات قطعان المستوطنين و قواعد الجيش الصهيوني؛ الأمر الذي يجعل قيام هذه ” الدولة ” أمرا مستحيلا، كما يقول قادة الصهاينة علانية؛ حتى تظل فلسطين وطنا لمجموعات من شذاذ الصهاينة الذين لا يجمع بينهم إلا نزعة الظلم و شهوة الاغتصاب. فأي عبثية تستبطن هذه المسرحية بالضمير الإنساني و أي استخفاف بالقانون الدولي و مواثيقه و أعرافه؟!
جماهير شعبنا العربي، و يا أيها المسلمون و الأحرار في العالم.
إنما يتحدث عنه بعض قادة الدول الأوروبية، إذن، من “، اعتراف” بالدولة الفلسطينية ليس سوى تضليل إعلامي و لغم سياسي، الهدف منه التدرج الخبيث للالتفاف على مخاطر صحوة الضمير الإنساني لدى الشعوب الغربية على مستقبل وجود الكيان الصهيوني. هكذا فعلوا قبل قرن من الآن، في تدرجهم لتمرير ” وعد بلفور” المشأوم ، ١٩١٧، عندما سمحوا، أول الأمر فقط، بفتح الهجرة للراغبين من اليهود إلى فلسطين و إقامة ” بيت وطني لليهود فيها”، انتهى، عقب سلسلة من الخطوات الكيدية الناعمة، في بدايتها، إلى طرد الشعب الفلسطيني من أرضه و تحويل فلسطين كلها وطنا قوميا لليهود!
جماهير أمتنا .. أيها المسلمون و أحرار العالم.
إن فلسطين أرض عربية فلسطينية ، مهما طال عمر اغتصابها جراء اختلال ميزان القوى، بين العرب و الغرب، و عمالة بعض الأنظمة العربية و رداءة بعضها ، و لا يمكن القبول بمكافأة المغتصب الصهيوني بمنحه شرعية لاغتصابه، و بالتوسل له للقبول بمنح أهل الأرض جزءا يسيرا مقطع الأوصال من وطنهم حتى يقيموا عليه “دولة وهمية” منزوعة السلاح و مسلوبة الهوية، يخضع فيها الشعب الفلسطيني ، برمته و في كل شؤونه، للمحتل الصهيوني، بدءا من اقتصاده ، و تصدير منتجاته ، و استلام وارداته و حاجاته ، و أمنه على بره و بحره و جوه … و حتى نوعية و طريقة استقبال ضيوفه ، وصولا لتحكم العدو في تحديد مناهج تعليمه و أسس تربيته لأبنائه!
جماهير شعبنا العربي.
إن تحرير فلسطين ليس محددا بتاريخ معين ، و لا بجيل و لا عنوان سياسي أو إديولوجي، كما أنه ليس مقيدا بقدر محدد من فداحة التضحيات و لا بحجم الخسائر ، و إنما تحرير فلسطين حق أمة ثابت في أعناق أجيالها، يعقّبُهُ جيل للجيل من بعده، مهما مرت الحقب القاسية و توالت الهزائم و تعاظمت جسامة الأثمان البشرية و المادية في سبيل تحريرها. إنه ليس أمام العرب، و الفلسطينيين، إلا متابعة النضال و الكفاح بكل أساليبه، حتى يعود الحق لأهله و يعود الصهاينة الظالمون للآفاق المختلفة التي توافدوا منها…
●عاشت أمتنا العربية المجيدة.
●عاشت فلسطين عربية من البحر إلى النهر.
● الرحمة والمجد والخلود لشهداء أمتنا في كل معاركها وساحات نزالها.
أواخر سبتمبر 2025.
الأمانة العامة للمكتب.