ترقية الديمقراطية وتغدية النعرات القلبية!
تقوم الحياة في أعلى صورها على ثنائية الرأي والرأي الآخر المعبر عنهما بالتعددية الحزبية التي هي قوام الديمقراطية الليبرالية السائدة في العالم اليوم.
في حين يعتبر القائد المؤسس أحمد ميشيل عفلق رحمه الله أن الديمقراطية الليبرالية لاتحقق ماتدعيه من تطلعات الشعوب في التنمية الاجتماعية والاقتصادية ،
ذلك لأنها تتلاعب بمصالح الطبقات العريضة من الجماهير المسحوقة وتسخرها في نهاية المطاف للمستثمرين ورجال الأعمال، بذريعة الأغلبية والأقلية.بينما الحل الأنجع للمجتمع العربي- الذي نتمني إليه ونسعى لإنقلاب يحدث تغييرات جذريا فيه-هو الديمقراطية الشعبية .
وتتحدد طبيعة (ملامح)الأحزاب السياسية حسب موقفها من المنظومة السياسية الأكثر تحكما في إدارة دفة السلطة ،فهي إما أن تكون رافضة لذلك النمط ومتمردة عليه فتسمى يسارية ،وإما أن تكون مؤيدة أو متناغمة فتسمى يمينية .
ومعيار يسارية الحزب أو يمينته يحدده الأسلوب الذي ينتهجه لبلوغ مراميه.
لكن المشهد السياسي في موريتانيا مختلف عن كثير من النواميس والأعراف السياسية في المعمورة في شكله واسلوبه!
فمنذ إنطلاقة مايعرف لدينا بالمسلسل الديمقراطي المتوج لدستور 20يوليو 1991. والمشهد السياسي يقذق من حين لآخر إلى الوجود “كيانات” سياسية تدعي أحزاباويرمي إلى الخلف بهياكل شبه ساسية يعبر عنها باللوائح المستقلة. والاستثناء إن حصل فلبقية ممن ممارسي السياسة مع بقية اخلاق (الأحزاب الإديولوجية )لكن تساوق منظومة حرس مصالح المستعمر واباطرة المال في بوتقة السلطة شكل مجدافا عكس تيار المؤمل في تلك الأحزاب الايديولوحية.فتحول الفعل السياسي إلى مطبخ للوجبات السريعة ينتج مايتماشى مع أذواق التافهين والمتسكعين على قارعة الوصولية والانتهازية. مما أدى إلى إحباط واستياء طبقة واسعة من المثقفين لتجد نفسها في مستنقع جديد لا يقل خطورة عن الوجبات السريعة في السياسة وهو بالوعة( المبادرات القبلية) تلك البالونات العابرة للولايات وللزمن والقيم والمفتوحة على المجهول وتحمل في طياتها من التلاعب بمصلحة الجماهير ما لايمكن لعاقل أن يتصوره من عدو حاقد.! إنها سريعة الذوبان ، وتسبح دائما بحمد ولي نعمتها فلان الذي يمثل شريانها إلى السلطان. أما أبرز ملامحها فهو المهارة في التزلف والعهر السياسي في وضاعته وببع المواقف السياسية، وشراء الذمم والتخادم كلما اقتضت ظروف الحال. قدتصبح في موقف وتمسي في موقف آخر. وقد تتحلل من المخيط والمحيض لايهم . قد تجتمع في حزب واحد كمبادرات:
سأئرون، واثقون ،منصفون، إنصافيون،مثمنون، داعمون ،مصدقون، ماضون .
وكل هذه التسميات قابلة للاستهلاك وقابلة للتأويل وداعمة لرئيس الجمهورية وأيا كان . ولا تخجل من إدعاء الحرص على مصلحة المهمشين وترقية الديمقراطية.