بيان بمناسبة السابع من نيسان المجيد.

بيان بمناسبة السابع من نيسان المجيد.

أيها الرفاق الأماجد.. أيتها الرفيقات الماجدات حيثما أنتم.

تطل علينا الذكرى المجيدة  ( ال 77)  لانبلاج حزب البعث العربي الاشتراكي  من رحم أمتنا التي استيقظت نهضتها القومية في مثل هذا اليوم ، السابع من نيسان 1947،  بعد نوم عميق استمر قرونا . و منذ هذا الميلاد الميمون تخوض أمتنا حرب وجود طالت صفحاتها مختلف مناحي الوجود القومي ، تكالبت خلال هذه القرون أمم الشرق و الغرب للقضاء على مستقبل أمتنا و طمس دورها التاريخي ؛ كما تعاقبت عليها صنوف المؤامرات من داخلها  من قبل كثير من حكام أقطارها  و من نخبها المرتبطة بالمشاريع السيتراتيجية للقوى الأجنبية المعادية للدور الحضاري للعرب. و ما معركة طوفان الأقصى التاريخية التي تدور رحاها منذ أكتوبر الماضي في قطاع غزة ألا إحدى هذه الصفحات المجيدة لنضال أمتنا في سبيل نهضتها و استرداد كرامتها  و ألقها الحضاري، و في ذات الوقت كشف لأخطر حلقة من حلقات التآمر الخارجي و الداخلي على أمتنا.

أيها الرفاق أيتها الرفيقات

إننا بهذه المناسبة القومية العزيزة على كل عربي شريف و تقدمي أصيل نعبر عن شعور يمتزج فيه الفخر بميلاد حزب عربي ثوري جسور-  قاد و يقود معركة الوعي القومي على مدى أكثر من سبعة عقود و قدم بسخاء منقطع النظير أعظم التضحيات في سبيل المشروع العربي – بالألم لما تعرض له هذا الحزب العظيم من تآمر عالمي تسبب في تصفية جسدية غير مسبوقة في التاريخ البشري لعشرات الآلاف من قادته العظام و من كوادره و مناضليه في العراق على أيدي الاحتلال الأمريكي- الإيراني و عملائه في سلطة الاحتلال.

أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.

إن هذه المناسبة التي يتناصفها الفخر و الألم لم تكن إلا مدعاة لشحذ همم العرب  عامة و للبعثيين خاصة لمواصلة معركة النهوض القومي و الانتفاض من جديد في سبيل أهداف حزب البعث العربي الاشتراكي التي لا تقبل المساومة فيها و التي تؤكد التغيرات الجارية  في العالم على أنه لا سبيل لنجاة العرب كأمة و تاريخ و مستقبل و دور   من دون تحقيق أهداف حزب البعث. إن البعثيين الذين ضحوا بكل غال و نفيس في مواجهة التفرد الأمريكي بمصير العالم لا معنى لتغيبهم عن الموعد مع التاريخ عندما يتحرك العالم بجسارة في وجه الغطرسة الغربية و الأمريكية و عندما تستعد شعوب هذا العالم لحجز مكان لها في النظام العالمي الذي يتخلق بوتائر متسارعة على أكثر من صعيد؛  كان حزب البعث في قطرنا الموريتاني سباقا إلى رصد مؤشرات هذا التغير و كان سباقا إلى التبشير بانحسار إفرازات حقبة التفرد الأمريكي الذي هيمن على واجهة المشهد العالمي   ؛ فسادت قيمه المادية و مفاهيمه الثقافية و أنماطه الاستهلاكية و أساليبه التحكمية في مصائر الشعوب تحت يافطات الديموقراطية الليبرالية التي فرضها هذا الغرب المهيمن على الشعوب ذات الوعي المتدني و الاقتصادات الضعيفة، فكانت وبالا  عليها حيث مزقتها كل ممزق في كرنفالات الانتخابات المزيفة باسم الطوائف الدينية و مجموعات التحريض الفئوي و الإثني و القبلي… و أفسدت قيم مواطنيها بالمال المستخدم في شراء ذمم الناخبين و تحلل أخلاق الشباب منها… فيما أدت هذه ” الديموقراطية” الكاذبة إلى إقصاء النخب التاريخية التنويرية -التي قادت نضال الشعوب بالتوعية و الأفكار و مقارعة الأنظمة الاستبدادية – جراء افتقادها للمال من جهة  و لتعففها عن استخدام الأساليب التفتيتية لوحدة المجتمعات، من جهة أخرى.

أيها الرفاق الموريتانيون..

إنه لا مناص، من أجل إنقاذ بلدنا، من العودة للنضال القومي  في صفوف الحزب، كل حسب استعداده و درجة إخلاصه، لاستئناف معركة الوعي في صفوف شبابنا الذي تعرض لأكبر عملية تغييب للوعي و لغسيل الأدمغة من قبل الأنظمة الفاسدة المتعاقبة و  تيارات الفئوية و القبلية. هذه الأنظمة التي نهبت مقدرات الشعب الموريتاني و حولتها ممتلكات خاصة و تحرص كل الحرص على التمسك بأشرس الفاسدين  من حولها في تسيير الشأن العام للموريتانيين، فيما تخوض بالتوازي حملة شعبوية تضليلية للشباب و للعموم  عبر كرنفالات” إفطارات و استقبالات”،  متكلفة و لا تتضمن أي مؤشر  على تغيير مسار تحكم المفسدين في مستقبل الشعب و الشباب، الذي يفر من واقع الجحيم في بلده إلى كل مكان من العالم، بينما ينسحق شعبنا بكل فئاته تحت وطأة الإرتفاع الجنوني لأسعار المواد الضرورية للحياة في غفلة تامة من النظام الحاكم، الذي في ما يبدو أنه شريك مكين في نادي الفاسدين   . و على ذات المنوال التخريبي لعقول  الشباب و تغييب وعيهم ، تخوض بارونات الفئوية و أباطرة القبلية حربهم اللعينة لاختزال نضال شعبنا في تلميع  صورة هذا “الطوطم”  القبلي أو ذاك “البارون”  الفئوي… من أجل خلق زعامات زائفة لا تسعى لغير مصالحها الأنانية الضيقة، حاملة خطابات هدامة لوحدة الشعب و انسجامه و انتكاس مكتسبات نضالاته القاسية خلال العقود الماضية.

أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.

إننا بهذه المناسبة ، نجدد الدعوة إلى البعثيين كافة ، في كل قطر، خاصة في قطري العراق و فلسطين،  إلى الارتقاء إلى مستوى المسؤولية التاريخية و القومية التي تناديهم من أجل لم الشمل في صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي ، و لا شيء غير حزب البعث يناسبهم، لاستعادة الوضع القومي السوي و لوضع نهاية للشرذمة المرفوضة… و لتنحية عناصر الرداءة و الانحراف في أعلى الهرم القومي  و كذلك أصحاب الطموحات غير المشروعة على مستوى كل قطر، من الذين يسعون للعب دوري قومي لا تسعفهم أهليتهم لذلك.

* عاشت أمتنا العربية المجيدة.

* عاش حزب البعث العربي الاشتراكي العظيم.

* عاشت قوى الكفاح و الجهاد في فلسطين عموما و في غزة الأبية.

* المجد و الخلود لشهداء البعث و الأمة من كل عناوين الكفاح و الجهاد.

7 نيسان 2024

قيادة قطر موريتانيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *