بيـــــــان
يا جماهير أمتنا العربية من المحيط إلى الخليج.
انتفضت أمتنا و الضمير الإنساني ، فجر هذا السبت الموافق ٧ من أكتوبر ٢٠٢٣ على وقائع معركة ،من طراز تخطيط و تنفيذ صحابة النبي محمد ( ص) ، بين فصائل المقاومة و الجهاد في فلسطين و بين العدو الصهيوني المقيت حازت كل معاني النبل و قيم الشرف و شارات الشجاعة و ثبات الإيمان، تحت عنوان ” طوفان الأقصى” .
و إذا كانت هذه المعركة الصاعقة للعدو لم تضع بعد أوزارها ؛ فإنه قد تكبد خلال ساعاتها الأولى هزيمة مدوية منكرة جعلت كيانه يترنح لحين كتابة هذا البيان من هول صدمة المفاجأة و النتائج الماحقة. أنها معركة فاصلة بين تاريخين: تاريخ مضى تميز بصولات العدو و تغطرسه دون محاسبة في ظل تخاذل و ضعف الأنظمة العربية الرسمية، و تاريخ مجد آت مفعم بالثقة بالله و العزة القومية وبالأمة و بمقاوماتها الشعبية.
إن حزب البعث العربي الاشتراكي لينتهز هذا اليوم التاريخي المشهود في سفر نضال الشعب الفلسطيني ليحيي كل فصائل المقاومة و عناوين الجهاد في فلسطين التي شاركت في معركة استعادة الكرامة و أذاقت العدو الصهيوني طعم الهزيمة العسكرية و السياسية و النفسية. كما يثمن الحزب بأرقى عبارات التمجيد و الفخر ما أوجدته هذه المعركة العظيمة – في معانيها و نتائجها و تكتيكاتها – من تأثير عميق في معنويات الجماهير العربية ،في الوطن العربي، التي كاد المطبعون و الخونة من المحسوبين عليها، من أنظمة و نخب مرتبطة بها، أن يسلبوها حقها في رفض الخنوع و الذل و التنازل عن الحقوق.
يا جماهير شعبنا العربي و يا أيها المسلمون و الأحرار في العالم.
إن النتائج العظيمة التي أسفرت عنها معركة طوفان الأقصى بأيدي كوكبة من الشباب العربي المقاوم و المجاهد في أرضه و بأدوات متواضعة مقارنة مع ترسانة العدو المتطورة جدا تؤكد من جديد تنبؤ الرفيق الأستاذ ميشيل عفلق الذي حدد منذ أكثر من سبعة عقود أن فلسطين لن تحررها الجيوش العربية النظامية و إنما تحررها المقاومة الشعبية… و ها هو هذا التنبؤ يتحقق في كل مرة تكون المواجهة فيها بين القوى الشعبية و بين العدو الصهيوني؛ برغم ما يملكه من قوة الوسائل و من دعم غير محدود من امبرياليات الغرب.
يا جماهير أمتنا.
إن المشاعر القومية العربية التي غمرت الجماهير و الوجدان الشعبي الذي فار في لحظة واحدة من المغرب العربي حتى المشرق العربي احتفالا بنتائج معركة طوفان الأقصى تؤكد من جهة أولى تعطش الشعب العربي لنهوض أمته و تظهر من جهة ثانية أن وحدة الأمة العربية حقيقة تاريخية و قابلة للتحقق على أيدي المؤمنين بها؛ و أنها فكرة صائبة و خيار صحيح يمتلك كل مقومات كسب المستقبل لأمة عظيمة في ماضيها و مصرة على النهوض و اليقظة من غفوتها الحضارية. و قد تبين أن الوحدة العربية شرط لا غنى عنه من أجل النهوض بالعرب و الإسلام و منسجم مع حركة التاريخ كما تؤشر إلى ذلك التطورات العالمية و التغير الجاري على قدم و ساق في موازين القوى الدولية.
يا جماهير شعبنا في فلسطين و على اتساع خريطة الوطن العربي.
إننا ندعو على وقع هذه النتائج الباهرة لهذه المعركة الخالدة إلى أن تكون هذه المحطة من تاريخ الفعل المقاوم مناسبة للشباب العربي لتجديد الإلتزام بالنضال و الكفاح في سبيل بعث الأمة و التشبث بفكرة الوحدة العربية و تعميق أواصر قواها المناضلة مهما تعددت الاجتهادات و اختلفت تبعا لذلك العناوين و المسميات في إطار مواجهة الأمة الشاملة لقوى الامبريالية و الصهيونيةو الشعوبية المتحالفة. كما يجب أن تتأسس رؤية قومية تقدمية إسلامية مبدئية جامعة ترفض كل أشكال الاستعمار و أوجه الاحتلال مهما كان البرقع الذي يتخفى خلفه و الشعارات التي يتنكر بها. إن معركة طوفان الأقصى هي معركة عربية إسلامية بامتياز نفذها شباب عرب و على أرض العرب و من غير المقبول سرقتها من قبل إعلام قوى الظلام و الشعوبية الملالية في إيران و أزلامها لتبييض الوجه القبيح لنظام الملالي الذي يمثل وجها آخر من أوجه الاحتلال و الإهانة للعرب و المسلمين في العراق و الأحواز و يعمل على الشرذمة المذهبية في بقية الأقطار العربية.
● عاشت فلسطين عربية من البحر إلى النهر؛
● عاشت فصائل المقاومة و عناوين الجهاد المقدس في فلسطين؛
● عاشت أمتنا موحدة من المحيط إلى الخليج؛
● المجد و الفردوس لشهداء أمتنا.
و الله أكبر .. الله أكبر .. الله أكبر.
موريتانيا، أكتوبر 2023
قيادة قطر موريتانيا.