تصريح أمين الثقافة والإعلام حول الأحداث في إفريقيا.
قبل أكثر من سنتين نبه حزب البعث العربي الاشتراكي في أعداد متتالية من جريدة الدرب العربي التابعة للحزب في موريتانيا إلى أن العالم بدأ فعلا يتغير … وأن إفريقيا ستصبح المسرح المفتوح لصراع القوى الدولية وذلك للأسباب التالبة:
– احتواء هذه القارة على ثروات معدنية وطبيعية هائلة؛
– الهجرة المكثفة لشباب إفريقيا عنها جراء الفساد والفقر والاستبداد السياسي في أوطانهم مما جعل هذه القارة ساحة مكشوفة بلا قوة تحميها من أي استباحة أجنبية؛
– أن القوى الدولية الكبرى المتصارعة ستعمل على نقل مسرح الصراع بعيدا عن أوطانها لحصر ويلات الحروب و النزاعات بينها في إفريقيا المستباحة؛
و قلنا منذ هذا التاريخ إن الشعوب ما عادت تتحمل غطرسة الامبرياليات الغربية خاصة الشعوب الإفريقية التي انتفضت نخبها الوطنية الصاعدة رفضا للسياسات الغربية التي تمثلها الدولة الفرنسية الاستعمارية في إفريقيا. و ها هو هذا السخط الشعبي الإفريقي الذي بدأ بشبكات التواصل الاجتماعي يجد ترجمته العملية في قلب، بالقوة، لبعض الأنظمة السياسية الحاكمة الموالية لفرنسا خاصة و للغرب عموما في إفريقيا. إن سلسلة الانقلابات العسكرية المتوالية قد طالت أربع دول و قد لا تتوقف عند النيجر بل ستجري عدواها في القارة؛ لأن القاسم المشترك بين هذه الانفلابات هو رفض الوجود الفرنسي الكولونيالي في هذه البلدان و نهبه لثروات شعوبها و طمسه لهوياتها و تآمره مع شبكات الإرهاب الدولي على جيوشها و أمنها الوطني. و إذ نؤكد مجددا على حقيقة أن إفريقيا قد أصبحت ساحة مفتوحة لصراع القوى الدولية على ثروات هذه القارة، فإننا نؤكد أيضا على أن النخب الإفريقية الوطنية الساخطة على الامبرياليات الغربية، خاصة فرنسا و أمريكا، يجب أن ترفض بكل قوة و مبدئية أي تحول من الاستعمار الغربي إلى الاستعمار الشرقي.كما يجب أن تربط نضالها من أجل الاستقلال الاقتصادي بنضالها من أجل الاستقلال اللغوي و الثقافي عن الغرب و عن الشرق ؛ فذلك هو الضمانة المكينة و الحصن الحصين في وجه الغزو الأجنبي. إن حزب البعث العربي الاشتراكي يحترم سيادة الشعوب و يرفض أي إطاحة بالقوة لنظام انتخبه شعبه على نحو شرعي و في ذات الوقت يرفض الحزب أي شرعية لنظام نصبته جهة أجنبية أو قام على شرعية انتخابية مزورة يتسلط بها كعميل لدولة أجنبية على حساب شعبه. و في هذا الإطار، فإننا ندعو الشعب النيجري إلى حل مشكلته السياسية بالحوار فيما بين قواه الوطنية المدنية و العسكرية بعيدا عن أي تدخل أجنبي، مهما كانت جهته، و على أساس مصلحة شعب النيجر حصريا.
وندين أي تدخل أجنبي في الشأن الداخلي للشعب النيجري. وأخيرا نهيب بالقوى الدولية المناهضة للامبرياليات الغربية إلى الابتعاد عن النزعة الامبراطورية التوسعية وأن تتميز بمساعدة الشعوب الضعيفة والمستباحة في بناء دولها واستعادة سيادتها ضمن نظام دولي جديد عادل ومتوازن قائم على التعاون والشراكة والسلم والندية بين الشعوب.
موريتانيا، شهر أغسطس 2023.
الناطق الرسمي لحزب البعث العربي الاشتراكي- قطر موريتانيا