بيان في الذكرى ال 76 لميلاد  حزب البعث.

يا رفاق.. و يا رفيقات الدرب.

يصادف يوم غد الذكرى( ال 76) لميلاد حزب البعث العربي الاشتراكي ، حزب الأمة العربية،. في مثل ضحى  هذا اليوم من شهر نيسان الأغر الموافق ليوم الجمعة 1947. و تأتي هذه الذكرى كسابقاتها على مدى الثلاثين سنة الماضية مترعة بالآلام و المواجع المتلبدة على البعث و أمته  جراء تداعيات جريمة الغزو الأمريكي للعراق و احتلاله و ما استتبع ذلك من فظائع طالت الشعب العراقي و طليعته من البعثيين الذين سن الغزاة قانونا لاجتثاثهم و اجتثاث حزبهم،  كوادر و فكرا و تنظيما؛ ليس فقط في قطر العراق ؛ و إنما سرى مفعول عملية الاجتثاث بأساليب خبيثة لتطال الحزب و مناضليه في مختلف الأقطار العربية الأخرى.

أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.

إن تواطؤ العالم ، بالشراكة مع أمريكا أو بالصمت عن جرائمها، على اجتثاث حزب البعث قد أدى ، ضمن كوارث أخرى، إلى تفتيت للأقطار العربية عبر تفجير الحروب الطائفية و التناحر المذهبي  كما حصل على أيدي النظام الصفوي الفارسي في العراق و لبنان و اليمن و سوريا و البحرين و المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، أو بالسعي لتمزيق أقطار المغرب العربي بإذكاء الفتن العرقية و الشرائحية و القبلية… غير أن حزبكم المناضل واصل التصدي خلال الثلاثين سنة الماضية  لهذه المؤامرة العالمية ضد أمتنا منفردا في نضاله ليواجه نظام القطب الواحد الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية؛ فكشف الوجه القبيح لهذه الإمبراطورية و عرّى نزعتها العدوانية ؛ و فضح زيف شعاراتها القانونية و الحقوقية و الديموقراطية و الإنسانية إلى أن أصبحت شهيتها لافتراس الشعوب بادية لسكان المعمورة.؛ مما خلق ظروفا للتمرد على هذه الهيمنة في أكثر من جهة من العالم. و ليس ما يدور من حرب و أحداث في أوكرانيا  و ما يعتمل من تدافع بين الصين و بين أمريكا إلا دليلا على اندفاع العالم للتخلص من سطوة الانمبريالية الأمريكية .

أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.

إنه خلال هذه الثلاثين سنة الفارطة، تخلى كثير من الرفاق عن الحزب لأسباب مختلفة  ، طغى على مجملها  التوجه نحو الواجهات الحزبية الهجينة( بين الليبرالية و القبلية). غير أن البقية المرابطة من الطليعة العربية الثورية تمسكت بالخط النضالي الفكري و بصيغ العمل الحزبي التنظيمي من أجل حماية بيضة الحزب و استمرار خطابه و التعبير عن مواقفه دون مواربة… و الكدح في سبيل رفع المعاناة عن جماهير شعبنا بالفكر و الحركة … و أقامت هذه الطليعة بصمودها النموذجي الدليل على عقم الاتجاهات الحزبية التي نتجت عن دستور 1991 و نسخة ( لابول) من الديموقراطية الغربية و فشل مآلاتها السياسية وعدم جدوى النتائج الاجتماعية و الاقتصادية التي آلت إليها، بالنسبة لشعبنا. كما واصلت هذه الطليعة، في ظروف المستحيل، تغذية شروط النهضة بحزب البعث والارتقاء بنضاله إلى مستوى الندية في مستوى التحدي الوجودي الذي فرضته الامبريالية الأمريكية على حزب البعث في كل الأقطار العربية.

أيها الرفاق.. أيتها الرفايقات.

إن حزب البعث العربي الاشتراكي، في قطرنا الموريتاني، إذ يحيي  هذه الذكرى ، على نحو ما جرت به التقاليد البعثية،فإنه ينتهز هذه المناسبة القومية العظيمة ليجدد موقفه المبدئي إلى جانب الشعب الموريتاني في محنته المركبة: الحياة المعيشية القاسية التي تطحنه، خاصة الفئات الفقيرة و عديمة الدخل منه ؛ مثلما يكابد شعبنا تسلط شرذمة من التافهين على شأنه العام ؛ فباتت تدير مجاله السياسي و تتحكم في قيمه و مقاليد أموره. و في هذا الإطار، فإن حزب البعث يحمل رئيس الجمهورية الحالي المسؤولية كاملة عن كل ما سيؤدي إليه تدوير المفسدين و تمكينهم من مصير الشعب الموريتاني؛ خصوصا  أن هذه الفترة من التاريخ السياسي للبلد اختفت فيها المعارضة التي كانت في العادة  جهة تعلق عليها الأنظمة الفاسدة السابقة بعض أوساخها.فالرئيس اليوم طليق اليد بدون كوابح موضوعية  و هو المسؤول عما يكابده شعبنا من واقع بائس اقتصاديا و اجتماعيا و سياسيا. و في  هذا السياق، فإن الحزب – برغم احترامه للطموحات الشخصية و  لتاريخ بعض الشخصيات الوطنية- يحمل تلك النخبة الوطنية التاريخية و بعض الشخصيات المسؤولية، بمشاركتها،  عن النتائج الكارثية التي ستسفر عنها مهزلة الانتخابات النيابية القادمة، ضمن مسلسل التفاهة و التتفيه، و ما قد ينجر عن ذلك من عدم الاستقرار في البلاد.

أيها الرفاق.. أيتها الرفيقات.

و على المستوى القومي ، فإن الحزب، في هذه المناسبة،  يجدد موقفه من أن مؤسسة القيادة القومية ضرورة لحزب البعث و نهجه القومي.. غير أن هذه المؤسسة قد   أصيبت بالشلل التام منذ استشهاد الرفيق الأمين العام عزة إبراهيم الدوري ، رحمه الله، و لن يتأت أمر تفعيلها إلا بتجاوز الأشخاص الحاليين عليها من خلال تنظيم مؤتمرات قطرية تفضي إلى تنظيم مؤتمر قومي تخرج عنه قيادة قومية منتخبة و على المستوى المطلوب من الوعي و الفاعلية لمواكبة الظروف التي يمر بها الحزب و الأمة، و يمر بها العالم. كما يؤكد الحزب  أيضا موقفه المنفتح على جميع الرفاق البعثيين السابقين  الذين ما زالوا مستعدين للعمل من أجل البعث و حزبه و فق إديولوجيته القومية و فلسفته التنظيمية ، و ليس الذين يسترشدون بمعطيات الأعداء لإخراج حزب البعث من دورة الحياة و من التاريخ…

عاش حزب البعث العربي الاشتراكي؛

عاشت أمتنا العربية المجيدة؛

المجد والخلود لشهداء حزبنا وأمتنا؛

والنصر والتمكين لرفاقنا القابضين على الجمر في سوح النضال في الوطن العربي وعبر العالم، في المهاجر.

نيسان،2023.

قيادة قطر موريتانيا.