الريف الموريتاني وتجارة النخاسة في ثوب الانتخابات
الريف الموريتاني وتجارة النخاسة في ثوب الانتخابات
منذ عرفت موريتانيا الانتخابات المحلية والبرلمانية بدأت حركة الفكر السياسي تتلوث بجرثومة النفعية ولم يعد لخطاب التغيير دور في صنع التميز السياسي بين الفرقاء ،واقتصر التأثير على دائرة المحسوبية والقبلية وتركزت أهلية الانتخاب على الولاء لزعيم القبيلة والقائد العسكري المتقدم.
وعلى الرغم مما شاب السياسة مع بداية عهد الانتخابات من انحراف عن مسارها الطبيعي – الذي يحتم عليها الاستقرار على سكة تغيير الفساد ومحاربة المفسدين- إلا أن هذا الانحراف لم يرق إلى مستوى الانحراف الذي وصلت إليه ابتداء من 2013 حيث تحولت من الولاءات المعنوية إلى الولاءات المادية المجردة، وانتقل المواطنون من خزان انتخابي لزعماء القبائل والوزراء إلى تجارة رقيق يتنافس رجال المال على اقتنائها بارخص الأثمان.
في السابق كان المواطن تحرك مشاعره بالنزعة القبلية ويكسب ولاؤه بالحماس القبلي بينما أصبح ولاؤه مرهونا بخمسة آلاف أوقية قديمة للناخب العادي ومائة ألف أوقية قديمة لمنسق مجموعة من الناخبين.. وغدا المجتمع عبارة عن قطيع يساق نحو السوق الانتخابية، وما كان هذا ليحدث لولا السياسة التي انتهجتها السلطات العليا ابتداء من انتخابات 2013 والرامية إلى منع الترشح في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية على من لا يتوفر على أموال طائلة فحرمت بذلك أصحاب الخبرات والمثقفين من الترشح وحاصرت أصحاب الفكر السياسي ومازالت هذه السلطات تحاصرهم بعد أن حولت اسم حزب السلطة من الاتحاد من أجل الجمهورية إلى حزب الإنصاف، تاركة المجال للتجار الذين لا يفهمون إلا منطق البيع والشراء فمتى سينتهي هذا الامتهان اللا أخلاقي للشعب الموريتاني وخاصة مواطن الريف منه؟.