العدد 61 من مجلة الدرب العربي الصادرة عن حزب البعث العربي الاشتراكي – قطر موريتانيا
موريتانيا .. و الفرص الضائعة !!
هل كُتِب على هذا البلد أن يظل على الدوام على الهامش فى كل شيء؟ طَموحٌ هو من، بالبحث، يدِّعى تغطية المسار التاريخي لأي شعب أو بلد منذ بزوغ فجره إلى اللحظة الآنية. إن كان لا بد من بداية بالنسبة إلى موريتانيا فلتكن من رأس القرن الماضي مع مجيء الاستعمار الفرنسي لهذه الربوع التى كانت تسمى بلاد شنقيط و أرض البظان. و إن كان القوم الذين تطلق عليهم هذه الصفة لايقتصرون على المجال الذى وقع تحت الاحتلال؛ صفة ستَنحِتُ منها القوى الغازية فى ما بعدُ مصطلح “تراب البظان” قبل أن تحوله إلى تسمية موريتانيا التى أصبحت معروفة بها رسميا. بلاد شنقيط هذه، أو تراب البظان، لم تكن معزولة عن محيطها المغاربي؛ بل كانت لها صلات متنوعة مع هذا الفضاء . لقد كان أول ماقام به الاحتلال الفرنسي بعد سيطرته كان قطع هذه الصلات من جذورها و ربط البلاد بمستعمراته الأفريقية من خلال جعل مركز إدارتها من مدينة سين لويس السنغالية. و كانت هذه أول فرصة تضيع للبلاد حيث كان من الممكن، منطقيا، فى حال عدم حدوث تلك القطيعة الصارمة، أن ينالها التطور الذى وصلت إليه البلاد المغاربية. أو على الأقل أن تقترب منه، حتى فى ظل الاحتلال. لكن الذى حدث هو أن الاستعمار لم يترك، بطبيعة الحال، ذلك المسار على حاله و أحدث الفوضى بانتزاع السلطة من القوى التقليدية، الإمارات و العشائر، و لم يجعل مكانها نظاما ذا قيمة أو نواة سلطة مركزية. كذلك لم يطور بِنية تحتية فى البلاد و لم يهتمَّ حتى بنشر القيم التى يدَّعى أنه جاء بها. لم يكترث بواقع العبودية الذي كان واقعا معيشا و يعالجه علة ضوء قيمه، كما لم يعمم التعليم الذي كان امتيازا لفئات اجتماعية ؛بل لم يُقِم من التعليم إلا بالقدر الذى يخلق به فئة مدجنة تحمل قيمه، و بلغته. لقد اكتفى من كل ذلك بما يخدم سيطرته هو و تسيير شؤون سلطته، لا أكثر .. الفرصة الضائعة الثانية هي عندما حاول بناء كيان “من لا شيء”. هذه المرة أظهر جدية لافتة، “جدية المُودَّع الصادق ” عن طريق سحب جنوده و تسليم السلطة بكل سخاء (إلا “القليل” منها فى ما له صلة بالمجال الثقافي و الاقتصادي) لأبناء البلد الذين كان أعَدّّ بعضا منهم سلفا و علَّمهم فى جامعاته … فكانت فترة حكم الرئيس الأسبق، المختار واد داداه، … ثم كانت كارثة الإنقلابات العسكرية التى تلته لكنها، رغم التغييرات فى شكل السلطة التى تحدث بعد كل انقلاب، سارت كلها بانضباط على النهج و الفلسفة التى وضع الاستعمار فى أيام سيطرته الأولى …
لا مناص اليوم، بعد أكثر من ستين سنة من البؤس و التخلف و تقهقر البلاد بدل تقدمها كسائر البلدان، من الإقرار بأن فرصة أخرى – وأية فرصة ! – قد أُهدِرت. لكن المحزن و المخيف فى آن هو أن الأفق مسدود و الخيارات محدودة … إلا بالعودة إلى جذور المأساة و هي محنة الاستعمار الفرنسي العقيم و القاتل لآمال البناء و الاتحاد، حيث اعتبر بلدنا سَقْطَ متاع و شعبَه (و نُخبه) صالحا فقط لتشريع هيمنته الثقافية و اللغوية و نهبه لخيراتنا، مقابل استقلال مزيف و ديموقراطية سطحية و مغشوشة.
شرط النهايات تصحيح البدايات كما هو معروف. يجب قطع حبل المشيمة نهائيا مع المستعمر الفرنسي القديم الجديد، و مع ثقافته و لغته، و الاعتماد على الله و النفس و القوى الدولية التي لا تتعامل بمنطق الدونية و الاستعمار مع الشعوب، و لا بد من فرض الاحترام و الندية مع أي طرف؛ فموريتانيا ليست بلدا معدما؛ بل عندها من المقدرات ما يُغرى الأطراف الدولية الأخرى و يعزز مركز البلد و استقلال قراره …فلا معنى و لا مبرر أن تظل بلادنا تكابد الهيمنة إلى ما لا نهاية فيما الشعوب من حولها قد تحررت وتطورت. أما الشرط الاول الذى لا أمل فى النهوض المنشود من دون تحققه هو استعادة البلاد لهويتها العربية التى حُرِمت منها لأكثر من قرن من الزمن، و التى كانت الحرب عليها هي السبب الرئيس فى التخلف المريع لهذا البلد.
عندها سيتسنى لهذه البلاد أن تلعب دورا فى محيطها الطبيعي المغاربي و تستفيد منه من خلال التبادل التجاري و المجتمعي الذى كان سائدا قبل الاستعمار، و فى هذا الوقت من التكامل الاقتصادي مع الأقطار المغاربية و العربية. لن يتم ذلك بطبيعة الحال إلا من خلال تغيير عميق يقوم به نظام وطني ذو رؤية واضحة و طموحة للخروج من دوامة التبعية و قصر النظر و لانتهاز الفرص التاريخية بدل تركها تضيع كل مرة .. نريد التعاون مع الجميع، بمن فيهم فرنسا، لكن على أساس من الندية و الاحترام المتبادل. كذلك نعتز ببُعدنا الأفريقي و نريد تعميق التعاون مع الدول الافريقية جنوب الصحراء، فى إطار استقلال حقيقي و تصميم تام على السير إلى الامام.
الإنتما للوطن ح(1)
يعني الإنتماء للوطن حالة شعور لدى الإنسان بعلاقة شخصية حسية قوية إيجابية تربطه بمجموعته الوطنية. ينبعث هذا الشعور والحس من داخل نفس الفرد ليتفاعل إيجابيا مع مجموعة من القيم الإنسانية الخلاقة في شكل تبادل نفس الشعور مع المجموعة الوطنية،ليتجسد في صور متعددة متدرجة أعلاها: الإخلاص للوطن، والتضحية للدفاع عنه،وإعلاء مصلحته فوق كل المصالح الشخصية ،والمحافظة على ممتلكاته وصونها عن الهدر والتبديد، والاعتزاز بمظاهر التنوع الثقافي فيه ،واحترام القوانين ،والحرص على التحلي بالآداب العامة، مما يقوي أواصر المحبة ببن أفراد المجتمع.
ولقد خلق الله الإنسان بطبيعته كائنا اجتماعيا يألف الحياة في التجمعات وينزع إلى التكامل مع جنسه،(فطرة الله التي فطر الناس عليها) وارتبط هذا التكامل بحب الأرض والتمسك بها والحنين إليها كلما ابتعد عنها.
غير أن قساوة الظروف الطبيعية (المناخية )وتزايد متطلبات الحياة المعيشية تفرض عليه أحيانا الحل في مكان يراه مناسبا للإقامة والترحال إلى مكان آخر بحثا عن ظروف أكثر ملاءمة .هكذا وجد الإنسان نفسه أحيانا أمام محيط اجتماعي مشتت بين عدة اقاليم كلها تشكل بالنسبةله وطنا كبيرا .
وبين هذا وذاك يتحدد منسوب الوطنية في المواطن ودرجة انتمائه لوطنه،حيث جعلت جعلت التجمعات البشربة المتعايشة في إقليم واحد نصوصا ناظمة لحياتها ترفض المساس بها أو التعدي عليها.
لاغرابة إذا في حب الإنسان لوطنه الذي نشأ وترعرع فيه فيشعر بالحنين إليه عند مغادرته طوعا والحزن الشديد تركه كرها!
هكذا يتنزل ارتباط الإنسان بوطنه وحبه له كظاهرة اجتماعية متجذرة في نفس الإنسان المواطن لأنه مستقر الحياة الأمن .
يتواصل
حين تفقد التربية الأسرية ألقها !
يبذل الكثير من الآباء جهدا كبيرا في العناية بالأبناء من نواحي المظهر و بعض الاحتياجات الضرورية .. مما يلبي بعض الطلبات الآنية التي ُتُظهر الابن في حالة ارتياح و رضى ؛ مما قد يغيب عن بعض الآباء جوانب حقيقية و ضرورية في تكوين الطفل ألا و هي الرقابة و المتابعة الدقيقتين و مشاركته في مختلف همومه لاكتشاف نمط تفكيره لغرض توجيهه و تصحيح سلوكه ضمانا لنجاح مستقبله و حمايته من الانحراف و الفشل … الخ . و نظرا لغياب التربية السليمة للنشإ كان ثمن الخسارة باهظا و هو حالة من الفشل الاجتماعي تضرب بأطرافها على كافة المستويات كالفشل في الدراسة ، و ظواهر انتشار الجريمة بمختلف أنواعها من قتل و سرقة و استعمال مخدرات … الخ كلها من مظاهر الفشل في التربية الأسرية التي يخسر فيها الآباء زمام و بوصلة تسيير المنظومة التربوية . فنرى الأب لا يبخل في توفير اللباس الجيد و النعال؛ و الأم، هي الأخرى، لا تدخر أي شيئ من مال و غيرذلك؛ فنتج عن ذلك جيل جديد همه الوحيد الحصول على المال بأي طريقة لتلبية أغراضه الانحرافية و نزوات طموحه الجنونية كركوب السيارات الفارهة التي في الغالب ليست متوفرة الا لفئة قليلة جدا تعد على رؤوس الأصابع ، رغم ذلك استشرى داء ظاهرة استئجار السيارات الفارهة من طرف فئة شبابية غالبيتهم يافعين ليسوا من أبناء الطبقة الغنية فقط بل دخل عليهم أبناء الطبقة الفقيرة ؛ فالواحد يهدر دخله، بدل التخطيط لمشروع ينقذه وأهله من براثين الفقر و المرض، فإنه ينفقه في استئجار تلك السيارات التي يستخدمونها في أمور و أعمال الله اعلم بها ، إلا ان البعض يلجأ الى الألعاب البهلوانية أي ما يعرف ب (التكصكادي ) الذي ينتج عنه غالبا ضحايا كثر في الأرواح و الممتلكات ؛ فيتسبب في مشاكل اجتماعية كثيرة ، حين يكون المتسببون في الحوادث من الأسر الفقيرة؛ فأصحاب الوكالات لا يعرفون إلا سياراتهم كما أخذت من عندهم مما يعقد المشهد و يجعله مؤلما .
فالظاهرة خطيرة ، و أصبحت تستقطب الكثير، نساء و رجالا ، و آثارها تعظم وتفشو في مختلف مناطق البلاد … فالخسارة الكبيرة هي هذا الكم الهائل من الضحايا الذين غالبيتهم فى مقتبل العمر ، و خسارة أكبر من ذلك في فشل الأسرة التي هي اللبنة الأولي لبناء المجتمع ، فأين نحن من حجم المسؤولية ؟!
أزمة أوكرانيا.. الصين تتلهى بالمأساة !!
الهستيريا التي لم تستثن أحدا في الغرب هذه الأيام ، بمن فيها القيادة الأمريكية، جراء اعتراف بوتين بجمهوريتي دونتسك و لوهانسك ، في إقليم دومباس، المنفصلتين عن الدولة الأوكرانية، ليس أمرا جديدا. فقد ذعرت فرنسا و ابريطانيا و الامبراطورية العثمانية… من توسع الروس نحو البلقان في حرب القرم ( 1853 -1856)؛ و تحالفت هذه القوى العظمى يومها ضد روسيا تحت شعار ” جميعا موحدون ضد روسيا”، و إذا كان هذا الشعار قد جمعهم، فإن مصالحهم من وراء تلك الحرب كانت تفرقهم. فكل من تلك القوى كانت لها أهدافها الخاصة. و كما وحدهم الذعر من التوسع الروسي في حرب القرم، فإن القوى الغربية الآن، و معهم تركيا وريثة الإمبراطورية العثمانية ، تتداعى، مرهوبة، ضد روسيا تحت شعار شبيه بشعار حرب القرب بذريعة الدفاع عن سيادة الدولة الأكرانية و عن القانون و النظام الدوليين اللذين يهددهما بوتين “تهديدا غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية”… و الواقع و التاريخ يشهدان أن الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاءها الأوروبيين لم يكن لهم احترام للقانون و النظام الدوليين و لا بسيادة الدول منذ انهيار الاتحاد السوفيتي، كما لم تكن ابريطانيا و فرنسا تتقيدان بأي شيء عندما قررتا غزو الشعوب و تمزيقها و اقتسامها بينهما في ما يعرف بمعاهدة سايكس- بيكو. إن الولايات المتحدة الأمريكية و فرنسا و ابريطانيا… و توابعهن ، في أوروبا ، هي التي دمرت يوغسلافيا و فصلت بعضها عن بعض بتدخل عسكري سافر، و هي التي فرضت بالقوة خروج إقليم كورديستان عن سيادة الدولة العراقية و الحكومة الشرعية، و هي التي غزت هذا البلد و احتلته في انتهاك فاضح للقانون الدولي و سيادة الدول، و هي التي تدخلت في ليبيا و قتلت قيادتها و أسقطت الدولة في هذا البلد و دفعت به للفوضى إلى اليوم… و هي القوى ذات السجل الحافل بالتدخل العسكري في أي بقعة من الأرض لفرض مصالحها غير المشروعة أو لإطاحة أي نظام سياسي لا يروق لها لحفظ ما تسميه بأمنها القومي و مجال مصالحها الحيوية، كما أنها لم تدخر جهدا في إذلال و إهانة الروس خلال العقود الثلاثة. إن الخط البياني للتصعيد بين روسيا و هذه القوى لم يستقر بعد؛ بحيث لم يتسن معرفة أين ستصل هذه الأزمة بأوروبا و بالعالم… و لكن الأكيد أن روسيا باتت قادرة على استعادة مكانتها الدولية التي ضاعت منها بتفكك الامراطورية السوفيتية في غفلة من التاريخ؛ و الآكد أن بوتين و القيادة الروسية مصممة على انتزاع حصة لروسيا عبر قارات العالم ضمن نظام دولي جديد يتخلق الآن، تبعا لمدى صواريخها المرعبة. أما الولايات المتحدة فتسعى لأمرين، أحدهما إغراق روسيا في مستنقع أوكرانيا لاستنزافها و تجريدها مما حازت من قوة خلال العقود الماضية، على غرار ما فعلت بالاتحاد السوفيتي في أفغاتستان 1979، و الأمر الثاني يتعلق بتعميق عقدة الخوف عند الأوروبيين من روسيا و جعلهم يتعلقون في أمنهم العسكري و الاقتصادي بأمريكا، و ليدركوا حدود ضعفهم إزاء أي خطر يأتي من روسيا أو الصين، بخلاف ما كانت فرنسا تدفع إليه من اعتماد أوروبا في أمنها على قواها الخاصة. أما الأوروبيون، و خاثة فرنسا و ابريطانيا، فيهرولون، بأنفاس متقطعة، على أثر أمريكا و روسيا حتى لا يتغيبوا عن ” جلسة” نادي الكبار على إعادة تشكيل النظام الدولي الجديد و ما سيترتب عليه من تقسيم للعالم.
و تبقى الصين لحد الآن كالمتفرج من أعلى على مشهد هذا الصراع الذي اشتعل بين أعدائها و منافسيها … مع أنها اللغز المحير الذي لم تستطع أمريكا، و الأجرام السائرة في فلكها، من فك شفرته، و هو ما يرعبها حقا …
التعليم في موريتانيا خارج السياق.
في تغريدته الأخيرة على الفيس بوك التي عنونها ب” إضراب خارج السياق” ردا منه على إضراب الأساتذة المزمع تنظيمه خلال أيام فبراير الجاري من 21حتى25 استعرض وزير التهذيب و(إصلاح التعليم) الإنجازات التي تحققت في مؤموريته ملوحا بما تضمنه مشروع فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني الانتخابي من تعهدات بإصلاح التعليم وظل الوزير يسبح في العبارات المرغبة أحيانا والمرهبة أحيانا أخرى سعيا إلى تضليل الرأي العام بإنجازات لم يستطع تقديمها بما يقنع هذا الرأي العام.
جميع الإنجازات التي تحدث عنها الوزير هي: زيادة علاوة الطبشور ب15 الف اوقية قديمة وتسديدها طيلة السنة بدلا من اقتصارها على تسعة أشهر، ومضاعفة علاوة التجهيز البالغة اصلا20 الف أوقية قديمة، إضافة إلى مضاعفة علاوة البعد بالنسبة للميدانيين .
مجموع هذه الزيادات قد يصل إلى حدود 42 ألف أوقية قديمة وجميعها على العلاوات بما يعني أنها لا تساعد في الاقتراض من البنوك ولا تساعد بعد التقاعد وهو ما لا يعتبره المدرسون تحسينا لظروفهم البائسة.
المدرس في موريتانيا يتقاضى بالجمع بين الراتب الثابت والعلاوات، وفي وقت يكون قد أصبح على عتبة التقاعد وحال وجوده في أنأى نقطة من الوطن، حدود 265 الف اوقية قديمة تسدد له بالتقسيط حيث لا تصله العلاوات إلا بعد انقضاء ثلاثة أشهر وأحيانا تتأخر حتى تقارب الخمسة أشهر.
وعند ما يقارن دخل هذا المدرس الذي رأينا سقفه الأعلى بما يصرفه خلال الشهر والذي لا يقل عن 300الف أوقية قديمة نجد أن واقع التعليم في البلاد لا يمكن أن يقارن بواقع أي تعليم في العالم.
هذا بالنسبة لحال المدرسين أما البرامج فهي تشهد عبثية لا مثيل لها تتجلى من خلال تقليصها تمشيا مع تدني مستويات التلاميذ يصاحب ذلك إهمال للمناهج وإقصاء ممنهج للغة البلاد الرسمية من تدريس العلوم التجريبية.
يحدث هذا في وقت تجاوزت جميع الشعوب، بما فيها أضعف شعوب دول العالم الثالث، مشكلة تردي أوضاع التعليم وهو ما يعني أن التعليم في بلادنا أصبح خارج السياق الزمني بل إنه بما يشهد من سوء الحال ربما لم تعرف البشرية له مثيلا، لا في الزمن الماضي ولا في الراهن.
إن أمة تهين التعليم والمعلم هي أمة خارج كل السياقات تاريخا وحضارة وهي فاقدة لكل امل في مستقبل زاهر خاصة إذا كان القائمون على هذا التعليم هم الذين يتكفلون بإهانة عمال قطاعهم!.
مايهم الفقراء
النوعية الوزن السعر
أرز محلي كغ 300
أرز أجنبي 600
زيت ل 800
سكر كغ 300
حليب سليا (إنكو ) 2000
حليب (روز) 300
حليب (قلوريا) 130
ألبان الوطنية 300
بصل 300
طماطم 200
مكرونه مدينة 350
مكرونه أطلس 400
لحم غنم 2500
لحم إبل 2000
لحم عجل 2000
دجاج أجنحة 1200
دجاج كامل 2000
سمك (انكط) 2000
سمك(ازول) 2000
سمك (كيبارو) 1400
القمح 180
صابون صغير 100
الفرق بين البعث.. وحزب البعث!! (ح5).
البعث من الحركة إلى الحزب: كان المؤسس يرى أن أهمية العمل الحزبي هي أن يهيئ بصمت و صبر و استمرار لتلك الأيام النادرة التي تتاح للأمة لكي تؤدي فيها امتحانا؛ و لكي تظهر فيها ما اختزنته في أيامها العادية، بفضل صبرها و نشاطها و تجردها. و لهذا السبب ،عد القائد المؤسس أن الحزب ” هو ملك للأمة العربية و للمستقبل العربي و ليس ملكا لفرد أو أفراد ؛ و لا حتى ملكا لأعضائه المنتمين إليه”. ” ذلك لأننا نعرف بأن الأمة هي الخالدة ، و بأن جيلا يعمل و يمضي و يأتي جيل بعده جيل … و أجيال، و أن علينا أن نفي بقسط من هذا الطريق… و أن الأجيال العربية تحتاج إلى عشرات السنين حتى تلتحق بفكرتها… و لأن هدف البعث هو توحيد الشخصية العربية قبل توحيد الأمة العربية” لذلك، يرى المؤسس أن العمل الحزبي المنظم هو المجال المناسب لخلق الإنسان العربي الجديد. لذلك، يقول ” في حزبنا لا ترد المحاذير التي ترد في الأحزاب الشيوعية إذا نحن بقينا أمناء لمنطلقاتنا … فالتربية لا يدخلها الاصطناع و قولبة الشخصية بحيث يفقدها الحرية و الإبداع ، و لكنه ينقذها من التسيب و الميوعة و الضياع و الفردية التي تشل الحرية الغربية” ” و إن أهم مقياس للنجاح في نظر حزبنا هو أن نرجع إلى الجماهير، إلى جماهير شعبنا بين الحين و الآخر ؛ و نحن نعيش مع هذه الجماهير، ضمنها و من داخلها و نتعاون معها ؛ و لكن بين الحين و الآخر ، علينا أن نوقظ حس النقد و المراقبة فيها لنر إلى أي حد هي راضية؟ و إلى أي حد متفاعلة قلبا و قالبا مع مسيرة الحزب ؟ و إلى حد تقدم وعيها؟و إلى أي حد نمت كفايتها نتيجة الممارسة و المشاركة؟… هل تشعر بأن الحزب شيء أعلى منها .. أم تشعر بأنها هي الحزب ؟. إن الجماهير هي الأساس.. هي الأصل ، هي القوة الحقيقية الثابتة و الدائمة ؛ فعندما نطمئن إلى أن الجماهير تشارك و تزداد مشاركتها يوما بعد يوم ، فإن الأمة ترتقي”. ” و لا بد أن يجدد الحزب ذاته … و أن يعود إلى أصل مشروعه و مبادئه ؛ لأن الذي يضطلع بمهمة تاريخية في سبيل بعث أمة ، لا يخاف من أن ينتقد ذاته و أن يرى أخطاءه لأنه يعرف أن هذا شرطا أساسا من أجل أن يصحح سيره و أن يسرع في تحقيق أهدافه… ( يتواصل)
إشادة ماكرون بتجربة موريتانيا لا تعني سفاهة مالي.
صرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في القمة الأوروبية الإفريقية المنعقدة ببروكسل خلال يومي 17و 18فبراير الجاري، قائلا إن الوضع في مالي وبوركينا فاسو يزداد يوما بعد يوم تعقيدا وتوترا عكس ما حصل في موريتانيا منذ 2013 حيث الاستقرار وتطور الترسانة العسكرية التي أصبحت لها قاعدة ثابتة وتنظيم محكم لا يمكن لأي عدوان إرهابي أن يستفز معهما البلد.
وهذا التقييم لم يكن خاليا من المووضوعية في إطار تقييم النظم العسكرية لمنطقة غرب إفريقيا لو كان سياقه ليس كالسياق الذي تمر به المنطقة من تحول في التعامل مع السياسية الاستعمارية القديمة- الجديدة لفرنسا.أما وفرنسا تطرد من مالي التي ظلت تمارس فيها أبشع طرق النهب والسلب المادي والمعنوي بقرار شجاع من السلطة المالية فلا أفئدة تصغي إلى عقلانية ماكرون ولا إلى موضوعية تقييمه لأن كل ما يقوم به من تسفيه لمالي حاليا يفند موضوعية كل تقييم له مهما كان صائبا في حالة موريتانيا.
صحيح أن الجيش المالي ظل ضعيفا مقارنة بالجيش الموريتاني وخاصة في الآونة الأخيرة والاستقرار في مالي ظل معدوما مقارنة بالاستقرار في موريتانيا غيرأن ماكرون تغافل أن ضعف الجيش المالي مرده إلى تحكم سياسة فرنسا الاستعمارية في قراراته وهي نفسها السياسة التي منعت الاستقرار في هذا البلد منذ استقلاله؛ وبقدر تحكم فرنسا في توجيه القرار المالي سياسيا وعسكريا حصل الفرق بين مالي وموريتانيا في نفس النظم بقدر الانفراج الذي تتحصل عليه موريتانيا من ذلك التحكم.
إن القرار الذي اتخذته مالي بطرد الدبلوماسية الفرنسية من أراضيها هو ما سيمكنها من التغلب على ما تشهده من عدم الاستقرار وغياب الأمن وهو ما يعني أن هذا القرار ليس سفيها في حق الشعب المالي وأرضه ولكنه خطير على مصالح فرنسا لذلك هي تسفهه بكل وقاحة وبعيدا عن كل موضوعية.